الرئيس "أردوغان" يدعو الأحزاب السياسية لإنشاء دستور جديد
صرّح الرئيس "أردوغان" في كلمته بالندوة الدستورية التي عُقدت في أنقرة، أنّهم يعملون على الدستور الجديد.
ألقى الرئيس "رجب طيب أردوغان" كلمة في ندوة الدستور الجديد.
وقد قال أردوغان في كلمته: "إنّ الاستمرار في الدستور الذي تحول إلى حزمة مرقعة أصبح الآن عبئًا يصعب تحمله، ونعتقد أنّ تركيا التي تخلصت من أعباء كثيرة، ستفعل الشيء الصحيح تجاه الدستور الانقلابي، وسنواصل نضالنا حتى نأتي بالدستور الجديد لبلادنا".
كما قال الرئيس أردوغان: "اليوم هو 12 أيلول/ سبتمبر، فقبل 43 عامًا بالضبط، شهدت تركيا أحد أحلك أيامها، وكنت أتمنى لو تتحدث سجون أولوكانلار، وماماك، وديار بكرعن تلك الأيام، كما أنّ وبال الشباب المقتولين مثل "حسين كول محمود" لن يترك مدبري الانقلاب في الدنيا والآخرة، ولقد تمّ إطلاق سراح جميع المسجونين، فهذا المثال وحده هو علامة على مدى زيف العمل، ورغم أنّه تمّ تعديل الدستور 23 مرة منذ عام 1987، وحتى حدوث تغيير تاريخي في عام 2017، إلا أنّ النص الموجود لدينا هو قانون الانقلاب، والحقيقة أنّ كل تعديل يخل بسلامة معنى الدستور، ولهذا الغرض، بدأنا العمل على دستور جديد تحت مظلّة البرلمان منذ 10 سنوات، وظلّ العمل الذي شهد مشاركة سياسية واسعة النطاق غير فعّال؛ لأنّ أحزاب المعارضة تجنبته، لكن نحن لم نتخلَ عن هدفنا المتمثل في منح بلادنا دستورًا مدنيًا ليبراليًا".
وتابع الرئيس "أردوغان" قائلًا: "بالنسبة لنا، تظلُّ مسألة الدستور الجديد دائمًا في المقام الأول، ولن نتوقف أبدًا عن النّضال حتى نأتي بالدستور الجديد لأمتنا، وهو أحد أهدافنا في المئوية التركية الجديدة، فهناك عدد من الدساتير في العالم بقدر عدد الدول الممثلة في الأمم المتحدة، ولقد شهدت كل دولة عملية دستورية منفصلة وفقًا لتاريخها وسياساتها واحتياجاتها السياسية والاجتماعية، لكن تستمر العملية الدستورية في تركيا 200 عام، وكانت لدينا أيضًا تجارب دستورية خلال فترة الجمهورية، ومع ذلك، فإنّه منذ عام 1960 تمّ تشكيل دساتيرنا ووضعها موضع التنفيذ من خلال الانقلابات، وإنّ دولة مثل تركيا التي لديها 2000 عام من تقاليد الدولة، وتجربة جمهورية تصل إلى قرن واحد، و73 عامًا من الخبرة الديمقراطية، تستحق دستورًا أفضل بكثير".
"إنّها حقيقة أنّ هناك حاجة إلى دستور جديد"
وذكر الرئيس أردوغان أنّ لكل دستور من دساتير 1094 و1960 و1982 له قصص مختلفة عن فتراته، وقال: "إنّ واجبنا اليوم هو أن نكتب قصتنا بأنفسنا ونتركها للأجيال القادمة، فنحن نعيش في فترة نشهد فيها تغيرات جذرية في كل مجال من مجالات العالم، من التكنولوجيا إلى المناخ، والحقيقة هي أنّه في مثل هذه الفترة، هناك حاجة إلى دستور جديد يجمع بين أهداف الماضي ومعرفة المستقبل من أجل تعزيز مطالبتنا بالمئوية التركية، وممّا لا شك فيه أنّ النص الدستوري الجديد لن يُغيّر فجأة البنية السياسية والاقتصادية للبلاد مثل العصا السحرية، ويحوّل تركيا إلى أرض القصص الخيالية، لكن مع ذلك، فمن الواضح أنّ الحقوق والحريات التي تأتي مباشرة إلى الناس ستُساهم كثيرًا في تركيا، والتي تمتلك كل هذه الحقوق والحريات على أساس الشرعية".
"نريد أن نأتي بالدستور إلى بلادنا، وسوف نجتمع مع جميع الكتل البرلمانية"
وواصل الرئيس "أردوغان" كلمته، ودعا الأطراف إلى القانون الدستوري الجديد، وقال: "المهم ليس تزيين الدساتير بالمفاهيم الجميلة للعالم الحديث، بل تنفيذ الممارسات التي تتماشى مع روح هذه النصوص، فكل نظام يتحول إلى ممارسات ملموسة حسب فهم وأسلوب الأشخاص الذين سيعملون به، وواجبنا هو إنشاء النظام بأكثر الطرق قوة وواقعية واستدامة، وواجبنا هو أن نجعل النظام أكثر صلابة، فالنصوص القصيرة يمكن إساءة استخدامها، بينما النصوص الطويلة يمكن أن تعرقل التحول السياسي والاجتماعي.
ونحن نريد أن نأتي لبلادنا بدستور يضمن استمرار هذا التفاهم مهما تغيّر نصه حسب ظروف العالم والبلاد، وسنجتمع مع كافة الكتل في البرلمان، وإذا نظروا إلى ذلك بإيجابية سنواصل طريقنا، فإذا حدث ذلك، فليحدث، وإذا لم يحدث فواجبنا أن نطرق الأبواب، ونحن كتحالف الشعب مستعدون لذلك، وإنّني أناشد جميع الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية هنا، بأن دعونا نتحدث، ودعونا نتفاوض، لكن دعونا لا نتجنب هذه العملية.
وإنّ الاستمرار في الدستور الذي تحوّل إلى حزمة مرقّعة، أصبح الآن عبئاً يصعب تحمله، ونعتقد أنّ تركيا التي تخلصت من أعباء كثيرة ستفعل الشيء الصحيح تجاه الدستور الانقلابي، وسنواصل نضالنا حتى نأتي بالدستور الجديد لبلادنا". (İLKHA)